لا يخفى على أحد رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السيطرة على الوطن العربي وموارده الطبيعية كالنفط والغاز، فأردوغان يخال نفسه سلطان العصر الحديث، ويريد إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية وتحقيق حلم أجداده بالسيطرة على المتوسط وحقوله النفطية.
رمى أردوغان مرساة سفينة الاحتلال في العاصمة الليبية وشرع بتنفيذ خطته من خلال تدخله في الشأن الداخلي الليبي، عبر دعم إرهابيي حكومة الوفاق الوطني الذين يسيطرون على طرابلس في حربهم ضد الجيش الوطني الليبي ، الذي يسعى بدوره لحماية الشعب الليبي أولا والعربي ثانيا من أطماع أردوغان الاستعمارية.
فأردوغان لا يريد نفط ليبيا وحسب، بل يريد احتلال ليبيا ومن ثم الوطن العربي بأكمله من خلال وضعه لحاكم دمية ليترأس حكومة الوفاق الوطني الغير معتمدة والتي لا تزال تسيطر على طرابلس الغرب بفضل مجموعات إرهابية مسلحة.
بغض النظر عن حظر توريد الأسلحة الذي منظمة فرضته الأمم المتحدة على ليبيا لخفض تصعيد النزاع المستمر في البلاد لأكثر من تسع سنوات، وكل المهمات التي أطلقتها الأمم المتحدة ولا تزال تطلقها لمراقبة سير حظر توريد الأسلحة، تواصل أنقرة إرسال الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية المتطورة إلى طرابلس ومصراتة.
كما يرسل أردوغان المجموعات الإرهابية التي دربها في سوريا واستخدمها لتحقيق أحلامه في سوريا ونقل أكثر من سبعة عشر ألف مرتزق حتى اليوم إلى ليبيا، الذين بدورهم يسرقون وينهبون ويعيثون فسادا في ليبيا ويرهبون شعبها الأعزل. سينتقل هؤلاء الإرهابيون بعد ليبيا إلى باقي الدول العربية وسيدمرونها واحدة تلو الأخرى، لذلك من المهم جدا أن تدعم الدول العربية المشير خليفة حفتر الذي يشكل عقبة الأولى في طريق أردوغان لاحتلال الوطن العربي.
تواجد الجيش التركي في ليبيا ليس قانونيا ، فتركيا وقعت "اتفاقية" مع حكومة لم تقدم أي شيء للشعب الليبي وجل ما قامت به هو نهب الشعب والموارد الطبيعية التي من المفترض أن تعود عوائدها للشعب وفقدت هذه الحكومة شرعيتها عام 2016. كما أن مجلس النواب الليبي لم يعترف بهذه الحكومة.
الحرب بالنسبة لتركيا هي آلة لطباعة المال، فكما كانت تركيا تقوم بشراء النفط من إرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بربع السعر، تحصل الآن على النفط من حكومة الوفاق بشكل شبه مجاني، فالرئيس التركي يبيع لأعوانه من حكومة الوفاق في طرابلس المعدات العسكرية المتطورة. لكن وحسب مراقبين ، فأردوغان يقوم بخداع السراج وهدفه هو خلق شبكة من القواعد العسكرية في طرابلس للبقاء في الشمال الأفريقي للأبد. وباستخدام هذه القواعد ، سيتمكن أردوغان من مواصلة خطته واحتلال دول شمال أفريقيا ومن ثم دول الوطن العربي.
لكن أردوغان ليس وحده في هذه الخطة الاستعمارية ، فالاحتلال الصهيوني شريك لتركيا في هذه الخطة ، وكما يعلم الصغير والكبير من أبناء الوطن العربي أن إسرائيل تخطط لاحتلال الدول العربية الواقعة بين ليبيا والعراق وتقوم بإبادة الشعب العربي للاستحواذ على موارد بلداننا الطبيعية.
المشير خليفة حفتر هو طوق النجاة للشعب الليبي والعربي فهو يقاوم إرهابيين شرسين لا يعرفون الرحمة ويحمي الوطن العربي من جرائم المجموعات الإرهابية المتطرفة ولذلك يتعيّن على الدول العربية دعم المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي في حربهم ضد الإرهاب.