تحارب الانسانية هذه الايام عدو مجهول الهوية يأخذ كل عزيز وغالى.. وهذا هو مكمن خطورته .. فالعدو الواضح تكون جاهزا ومستعدا لمواجهته استعدادا تاما ، لضربته تعرف سلاحه وتعد العدة لمقاومته ،بعكس العدو الخفى الذى لا تعرف اسلحته ولا امكانياته وتجد نفسك مضطرا الى مواجهته لا محالة والا قتلك وفتك بك وهذا هو بيت القصيد ...
فهذا العدو الفتاك يتخلل بين انفاس بنى البشر فى ثوب ريح خفيف ولكن تحت هذا الثوب وجه بغيض يسرق كل ضحكة وكل نفس نابضة بالحياة ، ففيروس كورونا يا سادة هو فيروس سريع الانتشار غير معلوم المعالم وكما قال أغلبية قادة العالم فى أحاديثهم انه عدو يخطف كل الاحبة ..وهذا اسوأ ما فى الامراض والاسقام ليس هو انعدام الحياة والذهاب الى حياة اخرى ولكن ترك من نحبهم ...
فبعد اكتشاف هذا المرض ومع سرعة الحياة ادركنا نعمة احساس دفىء العائلة والاحبة والاصدقاء...شعرنا بنعم بسيطة كنا نستمتع بها ولا ندرك قيمتها الا عندما هددنا بفقدانها .. فالانسانية تتحدى عدو بغيض يهدد الدفىء والسكون وعدو للمحبة بكافة انواعها واشكالها ..
ولكنى مازلت اتفائل بغد مشرق يتبع هذا الضباب اللاانسانى... مازلت احلم واحلم بغد هادىء خالى من صرخة طفل فقد ابوه او زوجة فقدت معيلها او ام فقدت ابنائها او عزيز لديها ...مازلت احلم بغد مليء بالمحبة والوئام مازلت احلم برحلة تكتمل فيها معانى الانسانية خالية من عدو لعين خفى يخطف كل ما هو غالى ..مازلت احلم بضحكة طفلة تجرى فى حقول الياسمين تهلل فرحا بانتصار الانسانية على هذا العدو القاتل الذى يقف حاجزا بين كل محب للحياة ومحب للانسانية ... اتمنى ان تتوصل الابحاث على مستوى العالم لحلول لتفتك بهذا العدو وتنقذ الانسانية من صرخات الفقدان التى تدمى الاذان دما وحزنا..فهى عبارة عن صرخات قاسية تدمى القلب والعقل ...صرخات تهد العالم وتهز الجبال هزا عندما تقف عاجزا عن رد ألم كل مريض ...
وتغضب من حوائط المصحات وقدرات بنى البشر التى لم تعثر على دواءاولقاح.رغما عنهم ، لانها عاجزة مكتفة الايدى... فحقيقة الامراض اننا نحاول دائما ان نحاربها بكافة الابحاث والخبرات والعمل المتواصل ليلا ونهارا لجميع الفرق الطبية... فتحاربها بالابحاث والابتكار تارة وبالتوعية تارة أخرى ...ويظل الأصرار على امل الوصول للعلاج واللقاح ..
أنها النفس البشرية التى تحلم وتحاول لانقاذ ارواح تطلعت لمستقبل قادم ...لفرحة لم تدركها..لنظرة لم تراها ...كسراب تحاول ان تصل الى الكمال ولكنها لن تصل اليه،فازعة من مستقبل مجهول،
فهل تصحو الانسانية قريبا على خبر ملىء بالفرحة والنشوى وبالانتصار على عدو الانسانية ...فهل يتكاتف العالم يوما ليغزل ويكتب خيوط ملحمته فى التغلب على هذا الفيروس اللعين...
هل سيفرح منتصرا كفرحة طفل غدى منطلقا عثر على الامان اخيرا فى احضان العالم الامن ويعود الى حياته الطبيعية التى حاول سرقتها ووؤدها هذا الفيروس....اتمنى...!!
ويبقى الحلم ...!!