سلط بحث أجرته "إس إي بي كونكر" الضوء على أهمية تبني نموذج "العمل من أي مكان" بعد" حيث أظهر أن المؤسسات قد تواجه خطر التسبب بعدم رضا الموظفين في حال عدم تبني هذا النموذج. وأشار البحث الذي شمل مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إلى أن ثلثي الموظفين كانوا على استعداد لتقبل إمكانية خفض الأجور التي يتلقونها مقابل تبنّي نموذج "العمل من أي مكان" بصورة دائمة، مع إعراب نصف الموظفين عن استعدادهم للبحث عن فرص عمل جديدة في حال عدم تبنّي المؤسسات التي يعملون لديها لهذا النموذج.
وأكد جابرييل إندريري، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى "إس إيه بي كونكر" على الأهمية المتنامية لنموذج "العمل من أي مكان" في أماكن العمل، وقال في تعليقه: "لقد أصبح هذا النموذج ميزة مرغوبة تماثل في أهميتها المزايا الأساسية الأخرى للعمل من المكاتب مثل التأمين الصحي والعلاوات. ويتم تعزيز هذا التحول برغبة الموظفين في المزيد من المرونة، وهو التوجه الذي قد لا يدرك إلى الآن بعض قادة الموارد البشرية والإدارات المالية في المؤسسات مدى أهميته بشكل كامل".
وعلى الرغم من اعتقاد 75% من الموظفين بأن نموذج "العمل من أي مكان" يعزز رضاهم عن العمل، فإن 59% فقط من قادة الموارد البشرية والإدارات المالية يتفقون مع وجهة النظر هذه. وأوضح إندريري أبرز العقبات في هذا السياق وهي الخوف من اضمحلال روح الفريق ضمن المؤسسة، وقال: "يجب أن يدفع هذا السبب قادة الموارد البشرية إلى إجراء تقييم للتحديات الثقافية عند النظر في إمكانية اعتماد سياسات ’العمل من أي مكان‘".
وأشار إندريري إلى أهمية تحقيق التوازن بين رفاه الموظفين وأهداف المؤسسات إذ رأى 67% من الموظفين أن نموذج "العمل من أي مكان" يؤثر إيجاباً على صحتهم النفسية والجسدية، وتابع: "لكن 61% من قادة الموارد البشرية لا يزالون غير متأكدين من التبعات المترتبة على واجباتهم في الرعاية المتعلقة بالموظفين الذين يعملون من خارج مقرات المؤسسات".
وأكد إندريري تنامي مستويات إدراك القادة بضرورة إجراء تحسينات، وقال: "بدأ القادة بإدراك أن تعديل إجراءات العمل وتحسين تكنولوجيا إدارة النفقات، يمكنها أن تساعد الموظفين على العمل بفعالية من أي مكان. وشارك هذه الرؤية نحو 66% من قادة الموارد البشرية الذين يرون ضرورة تغيير الإجراءات وخاصة في مجال إدارة جداول الرواتب والمزايا المقدمة إلى الموظفين وذلك بسبب الاعتماد بشكل كبير على الإجراءات اليدوية".