الرئيس التنفيذي

أحمد محمد مصطفى

رئيس التحرير

هاني عبدالرحيم

أحمد مصطفى يكتب: عشان ما تلبسش وانت خارج

مقالات 2024-02-11 00:30 التعليقات

أحمد مصطفى يكتب: عشان ما تلبسش وانت خارج

أحمد مصطفى يكتب: عشان ما تلبسش وانت خارج
أحمد مصطفى
كتب احمد مصطفى

ليس كل ما ننتمي له ينتمي إلينا..
ونتعجب ! .. ونصاب بخيبة الأمل
ونصدم.. ونفقد الثقة في اشياء كثيرة
ونتساءل .. الخطأ خطأ من ؟
هل هو خطئنا ؟ ام خطئ من انتمينا اليهم ؟

و الخطأ هنا في رأيي يكمن في فهم المعني الحقيقي للانتماء و ما ينعكس عليه من اختيارات لانتماءاتنا، فمصطلح الانتماء يعني كما درسناه هو الارتباط الحقيقي والاتصال المباشر والتمسك والثقة ببعض من عناصر البيئة المحيطة بنا والمحافظة علي الارتباط به وجدانيا وفكريا ومعنويا وواقعيا.. مما يدل علي قوه الصلة التي ترتبط بين الفرد والشئ الذي ينتمي له..

و استطيع ان اجزم ان اختياراتنا لانتماءاتنا سواء كانت فكرية او سياسية، او مهنية، او عاطفية..
وبعيدا عن الانتماءات القدرية زي الانتماءات للعائلة والوطن والدين.. والتي ليس لنا يد باختيارها بشكل كبير، والتي تعتبر من أرقى واسمى معاني الانتماء تساهم بشكل كبير في رسم طريق سعادتنا ونجاحنا
والأهم من الاختيار طريقة التفكير اثناء الاختيار وتحكيم صوت العقل والمبادئ والقيم السوية والاخلاق الحميدة، وكيفيه توظيف المشاعر والتفرقة بين الانتماء والاخلاص والتطرف للأشياء لأن الإخلاص جزء من معني الانتماء..

اما التطرف فهو تعصب أعمى يغيب فيه العقل والمنطق، وتظهر فيه العاطفة المزيفة .. والانا.. وحب التملك .. والمصالح الخاصة ويكون مرتبطا بلون الدم... وبين التطرف والانتماء فروق بسيطة جدا ومنها تغيب العقل.. وده الشرك او "الكمين: اللي بنقع فيه في اختياراتنا لانتماءاتنا للأشياء أمتى اكون منتمي لشئ او كيان وامتي اكون مخلص ليه وامين عليه وخاصه في حياتنا العملية..

مثال:

كتير منا اشتغل في شركات او مؤسسات أو حتي مع أفراد انتمي ليهم اداهم من وقته ومجهوده وصحته اكتر من اللي بيديه لعائلته ومساهم في مكاسب ونجاحات المكان وممكن يكون بشكل كبير، و المقابل كان أقل بكثير من اللي بيقدمه، وبمعني ادق مخليه عايش بالعافيه.. وعلي الرغم من كده كان بيبقي طاير من السعادة وحاسس انه بيعمل حاجه كبيره في حياته، ويتعرض عليه فرص احسن بمرتبات احسن ووضع احسن، وهو ابدا لايمكن.. انا منتمي للمكان ده استحاله..

وبعد فتره عمريه وزمنيه يلاقي نفسه اسوء من ناس حواليه. ممكن يكونوا مابيعملوش نص اللي بيعمله.. بيشتغلوا برضه بس فاهمين مجهودهم رايح فين.. ولما ييجي يفوق ويطالب بمقابل جيد سواء بمرتب او ترقيه يتصدم من الرد هو انت بتعمل ايه يعني ؟!.. وفجاه تطلع فيك كل السلبيات ..

ولما يصحح الوضع ويبص لمصلحته ويستغل خبرته في مكان تاني.. يبقي خاين وجاسوس وعميل.
وحاجات تانيه كتير .. وهما مش خسرانين هما كسبوا من وراك وعصروا مجهودك و ادوك ملاليم ..
هنا المشكله نابعه من عندك.. لانهم باعولك فكره الانتماء للمكان... وانت مافكرتش ومافرقتش بين امتي اكون منتمي.. وامتي اكون مخلص..

اخلص لعملك وكن امين عليه.. بس ماتنتميش ليه.. انتمي لمصلحتك .. طالما مصلحتك لا تتعارض مع الدين والاخلاق والقيم السوية وفي اي وقت تحس ان المكان ده بقي عبء عليك ومش مقدر مجهودك .. مع اول فرصه جيده تجيلك روح ليها..
واوعي تصدق اي وعود غير لما تكون وعود ملموسه علي ارض الواقع.. لان العلاقة هنا هي علاقه عمل علاقه مبنيه علي المصالح المشتركه وتبادل المنافع.. ماينفعش تيجي فيها علي نفسك، وخاصه لو في مسئولية في رقبتك، وبالعكس في العلاقة مع شريكه او شريك حياتك هنا بيكون انتماء..

والاختيار لازم يكون فيه دقيق جدا، لأنك بتبني عائله و العائلة هي نواه المجتمع، وبالطبع لازم تكون منتمي ليها لان انتماءك لزوجتك واسرتك الصغيرة هو الاساس اللي بيتعلم منه اطفالك معني الانتماء ..

عشان كده الاختيار لشريكه حياتك لازم يكون دقيق.. علي الرغم من صعوبة الاختيار .. لان العاطفة هنا بتتدخل بشكل كبير.. لكن لازم تتأنى وتستخير الله في الاختيار.. عشان ماتنتميش لانسانه او انسان وتفاجأ بانه مش منتمي لك اصلا..
مع اول ملف بيبيعك.. تلاقيه انتماؤه لعائلته طاغي بكل قوه علي انتماؤه ليك.. منتمي اكتر لمصلحته الشخصية.. كان عنده شويه انتماء ليك وخلصوا ..

وانا مع ان الاختيار هنا بيكون صعب.. صعب جدا. لان مفهوم الانتماء في العلاقة الزوجية... في الزمن والمجتمع و التربية الحالية اصبح منعدما. واصبحت قائمه علي علاقه الاخلاص فقط والإخلاص هنا بيكون اخلاص اخلاقي فقط ..
وهنا تلاقي نفسك محاط بين نتيجتين لا ثالث لهم الانفصال.

والضحية هنا اطفالك وان لم يوجد بيكون عمرك وقتك مشاعرك .. او انك تكمل لتلافي وقوع الضحية الاولي (اطفالك) .. والضحية هنا بتكون انت.. وبالمثل في علاقتك بأصدقائك ..

والاصدقاء هنا ليسوا زملاء العمل.. ولكن هم من منحتك اياهم الدنيا منذ الطفولة او في مراحل عمريه مختلفة نشأت بينكم طمأنينة واخوه وثقه وامان وعشره ومعروف
انتماؤك لأصدقائك واجب..

ولذا اختار بعناية... وعناية شديدة.. خاصه في هذا الزمن المتقلب الذي اصبحت المادة فيه هي من تملك زمام الأمور..

انتمي لأصدقائك تفخر امام الجميع بانتمائك ليهم ليس بمناصبهم او عائلاتهم .. وانما انتماؤهم ليك واخلاقهم الحسنة..

فقد تجد صديق مخلص واخر منتمي .. الأول هو مخلص لك اخلاقيا فقط .. ولكن مع اول لحظه اختيار حر بين مصلحه شخصيه له تتعارض مع مصلحتك فسوف يختار ما في صالحه..

والثاني سوف ينتمي لك ويبديك من اجل سمو العلاقه وهذا النوع نادر الان ..

وخلاصة ما سبق .. انتماؤك يكن لشريك حياتك و اصدقاؤك بعد اختيار دقيق منك .. فابحث ايضا علي من ينتمي لك .. وان رأيت منهم السوء اصبر عليهم وقومهم بحق الانتماء .. فان عادوا فقد اصبت الاختيار .. وان لم يفعلوا فقد اسأت
واخلاصك لعملك وامانتك لعملك وما اؤتمنت عليه .. فابحث عن عمل يخلص لك وتأمن به .. وان رأيت من عملك السوء فابحث عن عمل اخر..
واعلم ان نجاحك في اختيار الشريك والصديق يضمن الاستقرار النفسي والذي سوف ينعكس علي عملك وكيفيه تقدريك للأمور ونجاحك به ومن ثم تصنع الاستقرار المادي واضف لذلك بانتمائك لدينك وتأدية ما يأمرك به دون تطرف تضع في رأيي اقدامك علي اول طريق نجاحاتك.

وفشلك في اختيار اي طرف او حتي الاطراف كلها لا يعني نهايتك ولكن تأخرك عن الاستقرار والنجاح .. حتي تلملم اوراقك من جديد معتمدا علي قوتك وصبرك وعدم فقدان الثقة في كل ما حولك ومن ثم ذاتك ومن ثم تنهار..

وفي النهاية سيظل الانتماء لله والوطن هما من اسمي معاني الانتماء.

أخبار شبيهة

التعليقات