إن ما تشهده الاسواق العالمية هذه الايام من تراجعات حادة، مرده لسببين متزامنين في وقت واحد ،
وهما: أولا قرارتخفيض إنتاج النفط ، وثانيا تفشي فيرس كورونا في أكثر من نصف دول العالم. فلقد مر العالم يوم الاثنين الماضي بما يشبه يوم "الاثنين الاسود" الموافق 19 أكتوبر عام 1987 ،عندما شهدت أسواق الاسهم حاله من الذعر الجماعي والانهيارات بعد خسائر تصل إلى 23 بالمائة في مؤشر "داو جونز" الصناعي. وعلى إثر ذلك، فقد "داو جونز" أكثر من 2000 نقطة ، مسجلا أسوأ أداء يومي من حيث النسبة المئوية منذ ديسمبر/كانون األول 2008 ،وتم تعليق التداولات في البورصة الامريكية لمدة 15 دقيقة بعد دقائق من المستهل على خلفية ذلك. وجاءت خسائر الاسهم الامريكية مع تراجع عائد سندات الخزانة لاجل 10 سنوات أدنى من 4,0 ، %مع هروب المستثمرين إلى الملاذات الامنة. كما شهد مؤشر "ستاندرد آند بورز" خسائر بنحو 6.7 بالمائة إلى 5.2746 نقطه .
وبالنظر إلى السندات الحكومية، والتي تعتبر ملجأ آمن بالنسبة للمستثمرين كذلك في أوقات القلق المتزايد، فنجد أن العائد على سندات الخزانة الامريكية لاجل 10 سنوات تراجع إلى 569.0 % بعد أن كان دون 5.0 % لاول مرة في تاريخه. أما البورصة المصرية فقد عمقت مؤشراتها من الخسائر، حيث تراجع رأس المال السوقي لاسهم الشركات المقيدة أكثر من 32 مليار جنيه، بأ كبر وتيرة هبوط منذ سنوات . وأوقفت إدارة البورصة التداول لنصف ساعة ، بعد أن هوى مؤشرEGX100 أكثر من 5 ،%وهي النسبة المقررة وفقا للقانون ، وتحت وطأة الضغوط البيعية من المستثمرين الاجانب، استمرت فى نزيفها يوم الثلاثاء الماضى وفقد رأس المال السوقي للاسهم المقيدة ما يزيد عن 21 مليار جنيه 3. وبالنسبة للدولار فقد تراجع المؤشر الرئيسي الذي يقيس أداءه أمام 6 عملات رئيسية بنحو 1 % إلى 943,94 . بنحو 6.24 % عند تسوية التداولات ليكون أداء يوم الاثنين الاسوأ منذ حرب الخليج كما شهدت أسعار الخام الامريكي تهاويا بعد أن وصلت خسائرها لاكثر من 30 % في التعاملات الاسيوية المبكرة أما بالنسبة إلى الذهب، والذي يعتبر أحد الملاذات الامنة في أوقات عدم اليقين على كافة الاصعدة، فشهد حالة
من التقلبات القوية وسط انهيار معنويات المستثمرين، حيث ارتفع بأكثر من 25 دولار ليتجاوز سعر المعدن 1700 دولار للأوقية لاول مرة منذ عام 2013 قبل أن يتحول للنطاق الاحمر ثم يعاود مكاسبه
وإشتدت تلك الموجة العنيفة من الهبوط المستمر مما أدى الى تراجع ثروة أكثر 10 أشخاص اثرياء حول العالم بأكثر من 40 مليار دولار في غضون ساعات ،كما أدى إلى تخارج لكبار المستثمرين
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا . هل هذه الازمة عبارة عن دورة هابطة حادة جدا يتبعها صعود، خاصة بعد تعافي بعض الاسواق والتحفيز الاقتصادي المحتمل ،أم أنها بداية أزمة الكساد االقتصادي العالمي المرتقب وقد عجل بها انتاج النفط وفيرس كورونا