تواصل وكالة الطاقة الدولية، إصدار توقعاتها الخاطئة، حسب وصف كبار المسؤولين والمحللين، بشأن العرض والطلب في أسواق النفط.
وفي أحدث تقاريرها، خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في العام 2025 إلى 1.1 مليون برميل يوميًا. وأرجعت هذا الانخفاض إلى زيادة شعبية السيارات الكهربائية والتوقعات الاقتصادية الباهتة.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الوكالة بتخفيض تقديراتها لزيادة الاستهلاك خلال العام الحالي بحوالي 130 ألف برميل، ليصل إلى 1.2 مليون برميل يوميًا. وتختلف تقديرات الوكالة عن آراء كبار المتداولين في العالم، بما في ذلك أكبر مجموعة مستقلة لتجارة النفط في العالم "فيتول"، التي قدرت نمو الطلب بحوالي 1.9 مليون برميل في العام 2025. وهذا يثير مشكلة التوقعات الخاطئة لدى الوكالة الدولية للطاقة، والتي أدت إلى توجيه اتهامات بتقويض أمن الطاقة إليها من قبل أعضاء في الكونغرس الأميركي.
وتتعارض تقديرات الوكالة الدولية للطاقة مع توقعات منظمة "أوبك"، حيث أكدت أوبك في تقريرها الشهري أنها تتوقع نمو الطلب بحوالي 2.2 مليون برميل في العام المقبل. كما تتعارض مع توقعات المشاركين في مؤتمر "سيراويك" الأسبوع الماضي، حيث أكدوا ثبات نمو استهلاك النفط واعتبروا أن هذا النمو هو أحد العوامل الرئيسية لزيادة سعر خام برنت إلى مستويات تتجاوز 90 دولارًا للبرميل، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية ومحدودية العرض.
وفيما يتعلق بالإمدادات، توقعت الوكالة الطاقة الدولية زيادة الطاقة الانتاجية الفائضة لدى دول تحالف "أوبك بلس" إلى مستوى قياسي قدره 6 ملايين برميل يوميًا. وأرجعت ذلك إلى زيادة الإنتاج من خارج تحالف "أوبك بلس" وتوقع التباطؤ في نمو الطلبتوقعات الوكالة الطاقة الدولية تؤثر على أسواق النفط بشكل كبير، حيث تعد الوكالة من أبرز المؤسسات الرسمية التي تقوم بتحليل وتقديرات العرض والطلب على النفط. تقاريرها وتوصياتها يتابعها المستثمرون والشركات النفطية والمتداولون لاتخاذ القرارات المستنيرة بشأن الاستثمارات والإنتاج.
عندما تصدر الوكالة توقعاتها بنمو الطلب بشكل محدود، فإن ذلك يؤثر سلبًا على أسواق النفط ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط. فعندما يتوقع المستهلكون الطلب المحدود، فإن الشركات النفطية ومنتجي النفط قد يقومون بتقليص الإنتاج أو تأجيل المشاريع الاستثمارية، مما يؤدي إلى زيادة الفائض في العرض وتراجع الأسعار.
علاوة على ذلك، قد تؤثر توقعات الوكالة الطاقة الدولية على توجهات المستثمرين والصناديق الاستثمارية. فإذا كانت التوقعات تشير إلى أن الطلب على النفط سيتراجع في المستقبل، فقد يقوم المستثمرون بالتحول من الاستثمار في قطاع النفط إلى قطاعات أخرى، مما يؤثر على سيولة السوق ويضغط على أسعار النفط.
ومن الجانب الآخر، قد تؤدي توقعات الوكالة الطاقة الدولية إلى تدخلات من قبل منظمات منتجي النفط مثل أوبك. فإذا كانت التوقعات تشير إلى زيادة العرض الفائض، فقد يقوم منتجو النفط باتخاذ إجراءات لتقليص الإنتاج والحد من الفائض، بهدف استقرار الأسواق ودعم أسعار النفط.
وبشكل عام، توقعات الوكالة الطاقة الدولية تعتبر إشارة هامة للأسواق وتؤثر على سلوك المستثمرين والمتداولين في أسواق النفط. إلا أنه يجب أخذ بعين الاعتبار أن التوقعات قد تكون نسبية وقابلة للتغيير، وقد تعتمد على عوامل متعددة مثل الاقتصاد العالمي والتطورات التكنولوجية والتوترات الجيوسياسية.