أشارت أحدث توقعات شركة جارتنر إلى أن إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2024 سيصل إلى 193.7 مليار دولار أمريكي بزيادة بنسبة 5.2% عن العام الماضي 2023، وبانخفاض عن نسبة النمو المسجلة خلال العام الماضي 2023 والبالغة 6.6%.
وقالت ميريام بيرت، نائب الرئيس التنفيذي للتحليلات لدى "جارتنر": "على الرغم من انخفاض مستويات التضخم في المنطقة إلا أن المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط تواصل مواجهة تحديات بسبب استمرار حالة عدم اليقين التي تسببت بها تخفيضات إنتاج النفط، ومخاطر التباطؤ الاقتصادي المرتبطة بالاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة، إلى جانب تعطل سلسلة التوريد في عدد من خطوط الشحن العالمية. ونتيجة لذلك، فإن المؤسسات المحلية أصبحت أكثر حذراً في ما يخص إنفاقها على تكنولوجيا المعلومات".
تراجع الاستثمارات على أنظمة مراكز البيانات يعكس تحولاً نحو قدرات بديلة
على الرغم من النمو المسجل في عام 2023، إلا أنه من المتوقع أن ينخفض الإنفاق على أنظمة مراكز البيانات بنحو 0.3 خلال عام 2024.
تتألف الأنظمة في مراكز البيانات من المخدمات، والتخزين القائم على وحدة تحكم خارجية (ECB)، ومعدات شبكة المؤسسة. ويمكن إرجاع الانخفاض المتوقع إلى الانخفاض في الإنفاق الإقليمي على التخزين القائم على وحدة التحكم الخارجية (ECB). وأضافت بيرت: "يعود هذا الأمر إلى ارتفاع الطلب على الخيارات البديلة مثل التخزين المحدد بالبرمجيات (SDS)، وبرمجيات البنى التحتية شديدة التقارب (HCIS)، ونموذج ’التخزين المقدم كخدمة‘ (storage as a service)".
ومن المتوقع أن يشهد إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على خدمات تكنولوجيا المعلومات في عام 2024 زيادة بنسبة 9.6%، وقالت بيرت: "يقوم قادة تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنفاق على المزيد من الخدمات المهنية والاستشارية أولاً بهدف تهيئة شركاتهم للانتقال إلى السحابة واستخدام الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقات إنترنت الأشياء؛ وثانياً من أجل الاستفادة من فرص تسييل البيانات والناتجة عن التقارب بين هذه التقنيات. ولا يزال الأمن مجالاً رئيسياً للإنفاق على خدمات تكنولوجيا المعلومات، إلى جانب زيادة شراء المنتجات والخدمات والأدوات من خلال نماذج الاستهلاك ’أي شيء كخدمة‘ (XaaS)، حيث يسهم كلاهما في النمو الإجمالي لهذا القطاع".
ولن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي أثر مباشر على مستويات إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تكنولوجيا المعلومات في عام 2024.
من جهته قال إياد طاشوالي، المدير الاستشاري الأول لدى "جارتنر": "من المتوقع أن يقوم الرؤساء التنفيذيون لشؤون المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بزيادة الإنفاق على الخدمات السحابية. وعلى الرغم من تمتع الذكاء الاصطناعي/الذكاء الاصطناعي التوليدي ببعض التأثير على الإنفاق على الخدمات السحابية، إلا أنه من غير المتوقع أن يكون له أثر مباشر أو ملموس على مستويات الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2024. يركز الرؤساء التنفيذيون لشؤون المعلومات في المنطقة بصورة رئيسية في الوقت الحالي على حالات الاستخدام منخفضة التكلفة أكثر من الذكاء الاصطناعي باهظ التكلفة والذي يمكنه إحداث أثر إيجابي ملموس".
بالإضافة إلى ذلك، فإن كبار مزودي الخدمات السحابية الذين يتمتعون بالقدرة على توفير بنى تحتية واسعة للتخزين ولمرافق الحوسبة المخصصة للذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي، يقومون في الوقت الحالي بزيادة الاستثمارات في مراكز البيانات المحلية داخل الدول، وخاصة مراكز البيانات الخضراء عالمية المستوى. وتابع بيرت: "لقد أطلق بعض هؤلاء خدمات سحابية سيادية مخصصة لتلبية الاحتياجات المخصصة والمحددة لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي".
وتعتمد منهجية "جارتنر" في توقّعات الإنفاق على تقنية المعلومات إلى حد كبير على التحليل الدقيق لنتائج المبيعات من قبل أكثر من ألف شركة تزويد مجموعة واسعة من منتجات وخدمات تقنية المعلومات. وتستخدم "جارتنر" تقنيات البحث الأولية، كما تُكمّلها بموارد ثانوية للبحث، بهدف بناء قاعدة بيانات شاملة لبيانات الأسواق التي ترصد توقّعاتها لها.
وتوفّر تحليلات "جارتنر" الفصلية لتوقّعات الإنفاق على تقنية المعلومات تصوراً مدروساً حول مستقبل الإنفاق على تقنية المعلومات تشمل المعدات، والبرمجيات، وخدمات تقنية المعلومات، وقطاعات الاتصالات. وتساعد هذه التقارير عملاء "جارتنر" على إدراك حجم الفرص والتحديات في الأسواق. ويمكن لعملاء جارتنر الاطلاع على أحدث أبحاث توقعات الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات عبر "كتاب بيانات السوق لشركة جارتنر، تحديثات الربع الأول من عام 2024".
