توصل الخبير والمعالج النفسي المصري حسام نبيل إلى طريقة جديدة للعلاج النفسي تحمل اسم “العلاج الوجودي الإيجابي Positive Existential Therapy، والتي تمزج بين الطريقة التقليدية للعلاج الوجودي Existential Therapy وعلم النفس الإيجابي positive psychology، وحظي أسلوب العلاج الجديد Positive Existential Therapy بالتسجيل من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة (USPTO) وهو الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن منح براءات الاختراع الأمريكية وتسجيل العلامات التجارية.
ويقول المعالج النفسي حسام نبيل إن العلاج الوجودي الإيجابي طريقة مرنة وتلبي احتياجات المرضي وتؤدى لنشأة علاقة إنسانية بين المعالج والمريض؛ وهي من النقاط الهامة في أي علاج نفسي حيث أثبتت التجارب أن 70% من التقدم في العلاج النفسي يعتمد على علاقة المعالج بالمريض وهذا ما تركز علية الطريقة العلاجية الجديدة.
وأضاف حسام نبيل أن العلاج النفسي الوجودي ظهر منذ وقت طويل وهو مبنى على فلسفات نيتشه وكيركجارد وآخرين مثل آرثر شوبنهاور، كما ساهم المعالجان النفسيان المشهوران رولو ماي وإيرفين يالوم في حركة العلاج النفسي الوجودي في الآونة الأخيرة من القرن العشرين من خلال تعاليمهما وكتبهما، وقد تأسس العلاج الوجودي الإيجابي على عمل هؤلاء العمالقة المفكرين، والذي يهدف إلى دمج العلاج النفسي الوجودي مع علم النفس الإيجابي لتقديم أسلوب علاج يناسب عميل القرن الحادي والعشرين.، حيث كان يرتبط العلاج القديم بموضوعات الموت وعدمية الحياة؛ لذلك لم يكن يلقي قبولا، ومن هنا بدأت في إضافة تعديلات على الطريقة القديمة بحيث تظل تحتفظ بقدرتها على مناقشة القضايا الفلسفية العميقة في الحياة ومزجها بعلم النفس الإيجابي للحصول على نتائج علاجية أفضل، وبالفعل تم تسجيل Positive Existential Therapy في مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة (USPTO)، و مازالت الطريقة الجديدة في العلاج في مرحلة التطوير وطبقناها على 6 آلاف مريض أظهر منهم 80% تقدما قابلا للقياس في العلاج النفسي.
وأكد "نبيل" أنه لا توجد طريقة في العلاج النفسي تناسب كل الحالات، ولكن Existential Therapy Positive يناسب المرضى ممن هم على قدر عال من التعليم، وقدرة على التعامل مع المفاهيم المعقدة، وتطوير حياتهم بشكل يعتمد على القدرات الذهنية، فمثلا مريض الذهان psychosis ،وهو من ليس لديه القدرة على فصل الحقيقة عن الخيال، يعاني من تخيلات سمعية وبصرية ولا تصلح هذه الطريقة في علاجه، ولكنها تناسب الذين يعانون من قلق أو ضغط بنسب كبيرة أو صغيرة ولا يزالون متصلين بالواقع ولم يفقدوا القدرة على فصل الحقيقة عن الخيال، كما أن طريقة العلاج الجديدة لا تعتمد على العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية وهو ما يمثل فرقا أساسيا بين طبيعة عمل المعالج و الطبيب النفسي، لأن المعالجين النفسين يتعاملون مع القدرات الكامنة المعطلة للمرضي لمساعدتهم على اكتشافها وحل مشكلاتهم الذهنية والنفسية دون استخدام العقاقير.
وعن مستقبل هذا العلاج قال "نبيل" أتوقع أن Positive Existential Therapy سيصبح حجر الأساس الذي يستخدم في كل العلاجات النفسية للأجيال الجديدة تحت سن 35 أو 40 سنة، وستكون التكنولوجيا عامل أساسي في تطور العلاج، من خلال التعامل مع المرضى والمقابلات من خلال الفيديو كونفرانس وليس داخل العيادات فقط وهذا يساعد المرضى أن تتلقى العلاج من أي مكان في العالم وليس بالضرورة التواجد في أمريكا مما يساعد على سرعة انتشاره وإتاحة العلاج لعدد أكبر من المرضى وأتوقع مع حلول 2025 أن يتم العلاج النفسي عبر الإنترنت بنسبة 50%.
وأشار "نبيل" إلى أن الناس في مصر والمنطقة العربية بدأت تتقبل فكرة Life coaching واللجوء إلى المتخصصين لمساعدتهم على تطوير حياته، ولكن لا يزال أمامنا مشوار طويل ليس في مصر والمنطقة العربية فحسب لكن في كثير من دول العالم، فالتعامل مع العلاج النفسي لا يتم التعامل معه بنفس أهمية العلاج العضوي في معظم الثقافات.
ويشار إلى أن الخبير والمعالج النفسي حسام نبيل تخرج من كلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال بإسبانيا، كما حصل على درجة الماجستير في الصحة العقلية السريرية من الولايات المتحدة الأمريكية التي أسس فيها عيادات Naya Clinics للعلاج النفسي في مدينة بوسطن الأمريكية، وأصبح لها العديد من الفروع في الولايات والمدن الأمريكية مثل سينسيناتي وكولومبوس وشمال كنتاكي وغيرها الكثير.