أوضح الدكتور محمد رمضان أخصائي الأمراض النفسية بمستشفى بهية، أن أحد أسباب تأخر العلاج الطبي والشفاء هو التوتر المزمن الذي قد يصاحب مريض السرطان، موضحا ان الأدرينالين الذي يفرز بسبب التوتر يزيد من عدد الأوعية اللمفاوية داخل الأورام ويرفع من نسبة السوائل المتدفقة في هذه الأوعية، وهو الأمر الذي يعزز انتشار الأورام في الجسم بشكل أسرع.
ولفت د. رمضان إلى أن الدعم والعلاج النفسي ضروري وأساسي في هذه الحالة من خلال تدريب المريض على التحدث والتعبير عن مشاعره المختلفة من مشاعر الغضب والحزن سواء مع عائلته أو طبيبه المعالج أو من خلال مجموعات الدعم النفسي المقدمة من مرضى تتشابه ظروفهم ويتشاركون نفس الآلام والمرض والتي تهدف لتشجيع المريض على ممارسة الحياة الطبيعية والعودة إلى العمل وتجنب الوحدة والحرص على التواصل الأسرى والتواصل مع الأصدقاء.
وناشد أخصائي الأمراض النفسية، الأطباء المتابعين لمرضى السرطان غير المتخصصين في الطب النفسي ملاحظة الأعراض التي تستلزم تحويل المريض للطبيب النفسي، لتنازل العلاج الدوائي وذلك في حالة تقييم مدى تقبل المرض وتقبل الاستمرارية في البرنامج العلاجي والمتابعة المستمرة، كما يجب الاهتمام بدور الأسرة وكيفية توعيتها بكيفية التعامل مع المريض وفهم التقلبات المزاجية المصاحبة له، مطالبا بضرورة عقد محاضرات تدريبية لفرق الدعم النفسي وللأطباء .
وعلى صعيد متصل، أكد بحث حديث تم إجراؤه في هذا المجال، لأستاذة علم النفس بجامعة ولاية أوهايو الأميركية د. باربرا أندرسون على 115 من السيدات المصابات بسرطان الثدي في المرحلتين الثانية والثالثة، حيث تعاملت مع نصف هذه المجموعة من خلال العلاج النفسيPsychotherapy الذي يساعد المريض على الاسترخاء والإقلال من التوتر، والتكيف مع الانفعال، بينما تركت النصف الآخر ليتلقى علاجه بالأسلوب العادي دون تدخل لتحسين حالته النفسية، وجائت نتائج هذا البحث لتؤكد أن الحالة النفسية الجيدة للمرضى تساهم في سرعة العلاج بنسبة ٢٥% عن الحالة النفسية السيئة.