مع تسارع الأحداث والتطورات الدولية من حيث التغيير الذي يحدث بالعالم نتيجة الأمراض والأوبئة المستجدة كعدو يهاجم الإنسانية، وأيضًا نتيجة سرعة الحياة الرقمية، نجد أن العمل العام التطوعى في العالم هو حلقة النبل والتقدم بل والمفتاح السحري لمحاولة تجاوز هذه التحديات والمحن.
والتكاتف المحلي والدولي بكل مؤسساته على مستوى العالم لما يتميز بالمحاولة النبيلة لخدمة الأخر دون مقابل فهو ليس مجرد اسم أو عنوان أو مجرد زهرة في ثياب الممتهنين للعمل العام.
فمن يعمل بهذا العمل يؤمن تمامًا أنه أفعال وليس أقوال، ولكن من المحزن أن يكون العمل العام محليًا لا يتعدى حوالي نسبة الواحد بالمئة والوطن العربي أيضًا لا يتخطى هذه النسب الضئيلة.
إن العمل العام في الوطن العربي بشكل عام يحتاج إلى دفعة قوية ومعنوية وتشجيع للشباب والمرأة بل والأشبال أيضًا ويوجد خطوات فعالة لتعزيز هذا الاتجاه في مصر ولكن مازلنا على الطريق، بل يحتاج المزيد والمزيد من الدعم.
فالوطن يحتاج الى تكاتف من كل جهات الدولة لتيسير واحترام هذا النوع من العمل السامى الذي لا عائد له سوى المنفعة العامة للمجتمع بأسره فطبيعة العمل تغيرت نظرًا لانشغال العاملين بالعمل الروتينى فاصبح اليوم بالكامل يذهب إلى العمل مدفوع الأجر نتيجة روتين الحياة السريع ومتطلبات الحياة.
فأصبح لا يوجد وقت لخدمة الأخر تطوعيًا من خلال العمل العام ولكن من الضرورى أن ندق نبراس جديد وذلك لتعزيز احترام هذه الثقافة بل وتعميمها فى كافة الجهات.
فعلى سبيل المثال دولة كندا بها حوالى 25 مليون متطوع للعمل العام من اجمالى عدد سكانها فى كافة خدمات الدولة الكندية فأصبح هذا الامر عبارة عن ثقافة متبعة لاجيال واجيال لخدمة الاخر والتطوع الفعال لمنفعة الغير.
ومن اسمى أنواع الخدمة هي خدمة الأخر من خلال العمل العام التطوعي سواء من خلال النقابات أو منظمات المجتمع المدني أو الجمعيات الأهلية أو المؤسسات التعليمية.
وحتى نكون عمليين دعونا نتحدث بحلول عملية وسريعة فاذا تكاتفت النقابات واتحدت لخدمة اعضائها فى اى مهنة كانت فسوف تحدث طفرة هائلة فى المجتمع بأسره لان النقابات تخاطب الملايين والملايين من الفئات الفعالة والمحركة فى المجتمعات بأثرها وايضا منظمات المجتمع المدني.
ولكن دعونا كما قلنا الجانب الايجابى حتى لا نخدع انفسنا فايضا يوجد جانب للاسف سلبى وهو قلة الثقافة والتوعية المتبعة لمجال العمل العام.
بل والتعريف الإيجابى لاهميته فى حين أن يوجد طاقات من الشباب مهدرة ونسبة بطالة سوف يساهم هذا النوع من العمل السامى بشكل هائل فى حلهامن خلال التدريب وتوظيف قدراتهم واستخدام هذه الطاقات المهدرة فى مسار صحيح من خلال النقابات والهيئات المختلفة فما يخدم الدولة والبسطاءمما يؤدى الى رفعة بلدنا وتحسين خدماتها فى كافة الجهات وكافة المسارات وفرز وجوه جديدة سليمة مؤهلة للمجتمع ويعزز مبدأ التكافل والمسؤولية ناحية الأخر.
وشغل اوقات فراغ هذا الشباب فى اتجاه ايجابى وهو خدمة غيره فمن المعروف ان العقل ان لم تشغله بما ينفع ينشغل بما يضر...واذا تم ذلك تحت رقابة فعالة من الدولة سوف يخدم الأهداف الرئيسية لرفعة الوطن وللتسهيل على المواطنين في كافة الجهات فمن الناحية الصحية أو التكافلية أو التوظيفية أو الخدمية سوف نستطيع ان ننهض بهذه الأمة من خلال تبنى هذه القدرات الفعالة.
فلا أحد يستطيع التقليل من شأن العمل والاجتهاد ولكن الاسمى منه هو العمل الذى يهدف الى خدمة الاخر فلا رقيب عليك به سوى الضمير ولا يجعلك تقدم احسن ما لديك سوى اليقين ولا شىء يجعلك تقدم الافضل سوى حبك لتراب وطنك النفيس.
انى اتذكر في كافة الحروب والمعارك المختلفة التى غيرت التاريخ وقفت المرأة صلبة فى ميادين المعارك وايضا فى المستشفيات تطوعيا لتضميد جراح المصابين وخلدوا فى التاريخ فكانت بجانب المحاربينجنبا الى جنب وذلك منذ فجر التاريخ فحفرت حروف من نور فى تاريخ الانسانية من مكان اخر تحارب وتعافر لتحيا هذه الارض والوطن من خلال تواجدها فى المستشفيات وميادين المعارك وايضا من خلال حملات التوعية وغيرها فى ميادين المعارك المختلفة التى خلدها التاريخ بل و الانسانية كلها.
فاذا بلورنا هذه الثقافة مرة اخرى واحييناها ستنتج جيل كامل عاشق لهذا الوطن الغالى الذى نضحى من اجله بكل نفيس وغالى بالعمل والاجتهاد وليس بالاقوال.
فبنا وبسواعد ابناءنا وشبابنا سوف تحيا بلدنا عبر التاريخ حتى نقدم للعالم اجيال معدة اعداد جيد لاى تغيير يطرأ امام اى كارثة انسانية ويتعامل معها بمنتهى الصبر والجلد بل وتعزيز مبدأ المشاركة والاحساس بالاخر فى هذه الاوقات الحاسمة لأن خريطة العالم تتغيروحركة العالم تتسارع ويجب ان نواكبها بالعلم والعمل والاحساس بالاخر والتأقلم على كل ما هو خارج الصندوق بل والتكيف عليه.