لايختلف اثنان علي ان مشروع العاصمة الإدارية الجديدة من اهم واضخم المشاريع العمرانية التي شيدتها مصر حتي الان ، وشهد جميع الخبراء الاقتصادين والعقاريين المحليين منهم والعالميين علي ان ذلك المشروع هو نقطة الانطلاقة الاقتصادية والعقارية لمصر بالتزامن مع مشاريع عملاقة اخري شيدتها وتشيدها " الجمهورية الجديدة " والتي تسابق الزمن لانهاءها ،
ونجحت العاصمة الإدارية بجدارة ان تستحوذ علي نصيب الأسد في حصة السوق العقاري بسبب اقبال المطوريين العقاريين علي الاستثمار بها لما لمسوة من اختلاف كلي وجذري في ذلك المشروع وحجم الاقبال الغير متوقع من المشتريين المحليين والأجانب علي مشاريعهم
بل ونجحت ايضاً في ان تطور وتغير من شكل الثقافة العمرانية في مصر بما يواكب مدن الجيل الرابع ، وتأتي الأبراج عالية الارتفاع والتي تتجاوز عدد أدوارها ٣٠ دور حتي ٥٠ دور من أبراز الثقافات العمرانية حديثة العهد بالسوق العقاري والتي سوف تمثل انطلاقة حقيقية لمستقبل الأبراج
عالية الارتفاع وناطحات السحاب في مصر
البوست الاقتصادي كان لها حواراً خاصا مع احد اهم الخبراء الاستشاريين المصريين والذي ساهم في تصميم و تنفيذ العديد من الأبراج عالية الارتفاع عالمياً ومنها أبراج لها شهرتها بكل من المملكة العربية السعودية وامارة دبي وهو دكتور مهندس محمد عزب – المدير التنفيذى لمكتب الاسما للأستشارات الهندسيه – والمتخصص فى تصميم وتشييد المبانى العاليه ، حيث عمل سابقا كمتخصص لقسم الهندسه المدنيه (تراخيص) بدبى. تراخيص (التابعه لمؤسسة دبي العالمية) وهى السلطه المحليه المسؤوله عن إصدار جميع أنواع التراخيص والتصاريح في مناطق التطوير الخاصة داخل مجتمعات دبى العالميه . واليكم نص الحوار :
ماهو تقيمكم لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة كمشروع عمراني عملاق وماذا يضيف الي مستقبل القطاع العقاري ومستقبل التشيد والبناء ؟
العاصمة الإدارية هى مشروع دوله – واسع النطاق هدفه زياده الرقعة العمرانية بمصر على المدى القريب والبعيد كأول مدينة عملاقه خضراء ذكية ومستدامه فى الشرق الأوسط . وبالتأكيد هذا إنجاز كبير يضيف الكثير لنا فى الوقت الحالى وللأجيال القادمة . جميعنا نسابق الزمن من أجل إنجاز هذا المشروع ، وإننى على ثقه أن خريطة المباني الشاهقة في جميع أنحاء العالم سوف تتغير على مدى السنوات القليله القادمة بسبب مشروع العاصمه الإداريه الجديده .
ماهو مفهوم مصطلح " الأبراج " أو " التاورز" وهل يختلف ذلك المصطلح من دولة الي أخري حسب حجم وثقافة وتطور قطاع الإستثمار العقاري بها ؟
كلمه أبراج أو Towers تطلق على المبانى العاليه ألأرتفاع ( ليست منخفضه أو متوسطه الأرتفاع ) والتى يجب تصميمها من قبل استشارى متخصص عالى الكفاءه ، حيث تخضع تلك المبانى بشكل أساسى للأحمال الجانبية المتولدة من الرياح أو الزلازل . في الوقت الحالي ، لا يوجد تعريف متفق عليه يمكن أن يُصنف عليها البرج بوضوح على أنه مبنى شاهق الارتفاع أو مرتفع . مثلا فى بعض مدن الخليج ، عمليا يتم تعريف البرج على أنه تلك المباني التي تزيد عن 30 طابقا – وبعض المدن الأخرى تطلقه على المبانى التي تزيد عن 10 طوابق . بينما فى مصر ، فيمكننا تعريف البرج أو Tower على أنه تلك المباني التي تزيد عن 20 طابقا .
الجمهورية الجديدة أول من جذبت ثقافة الابراج فيما فوق 20 دور وكانت البداية لمشروع البرج الايقوني بالعاصمة الإدارية والذي تنفذة الدولة بشراكات أجنبية ، لماذا تأخرت لدينا تلك الثقافة في رأيكم ؟
لا يوجد تاخر ولا حاجه ... لكل حدث حديث . ثقافه الأبراج في الشرق الأوسط تطورت فى المشروعات الاستثمارية الكبيره الخاصة ، وهذه النوعيه من المشروعات شأنها إدخال مفهوم جديد لدى المواطن المصرى - مثل النهر الأخضر ، القطار الكهربائى ، أستاد ضخم ، مطار عالمى ، حى المال والأعمال ، منطقه الأعمال المركزيه ، ومنطقه الأبراج .... الخ. فالجمهوريه الجديدة فى تعلم وتطوير وتجديد مستمر ، والنجاح المتكرر هو الذى يجذب أنظار العالم إليك .
ماهو تقيمكم لمشروعات المطوريين العقاريين من النواحي التصميمية لتلك المشروعات وهل تلك التصميمات قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع ؟
إذا كنت تعنى بسؤالك هذا مشروعات الأبراج المتعدده الإستخدام ( تجاريه ، إداريه ، طبيه ، فندقيه ) ! فهى مازالت غير واضحه ... فكل مانشاهده اليوم ليس إلا مجموعه من المناظير الملونه وفيديوهات التسويق المتحرره من التصميم التقليدى للمبانى . ولتحقيق الأمان وضبط الجوده فى هذه المشروعات ، أصبح من الضرورى عمل كتيب خاص للأسترشادات وقواعد التصميم والبناء للأبراج ( المباتى العاليه ) من قبل الدولة .
في الأونة الأخيرة طرحت مشروعات لمطوريين عقاريين لأبراج تتعدي الثلاثين دور ، هل تري أن الإمكانيات العلمية والفنية والمالية متوافرة لدي المطوريين الحاليين لتنفيذ تلك المشروعات الضخمة داخل مصر ؟
ليس المطلوب من المستثمر أو المطور العقارى أن يكون مهندس ماهر ، ولكن يجب أن يكون ملتزم وصاحب ملاءه ماليه بإسم المشروع تجعله يواكب أرتفاع أسعار مواد البناء خلال مراحل التنفيذ المختلفة وقادرا على الإستمرار . بالإضافه الى ذلك يجب على المطور أن يتعاقد مع استشارى كبير متخصص ومقاول ذو كفاءه عاليه . قطعا للحفاظ على حياه المواطنين ، يجب التأكد من تحمل الهيكل الإنشائى للأبراج / المبانى العاليه لتأثيرات الأحمال المختلفه الواقعه عليه . ولذلك أقترح عند تقديم طلب ترخيص للأبراج المرتفعه من ثلاثون طابقا فأكثر أن يتم التدقيق المسبق على التصميم الإنشائي ومخططات المباني من قبل مكتب استشارات هندسية آخر ومستقل – طرف ثالث - غير الإستشارى الرئيسى للمشروع .
وماهي التحديات التي يواجهها المطوريين في تنفيذ تلك المشروعات الضخمة ؟
هناك الكثير من التحديات التى تواجه المطور العقارى أهمها ضعف الملاءه الماليه بسبب أرتفاع الأسعار ، تراجع وهبوط المبيعات بسبب التنافس مع المطورين الجدد بالسوق العقارى ، غياب التمويل العقارى ، التغيير المستمر فى التصميمات نتيحه عدم الكفاءه ، زياده مدة الأقساط الى مدد كبيره لجذب العديد من المشترين مما يؤثر على التدفقات النقديه اللازمة لتنفيذ المشروع ،،،،
من وجهه نظرى أنه فى النهايه سيؤؤل النجاح فى السنوات القليله القادمه فقط الى المطور الذى يتمتع بأعلى القدرات والكفاءات والإلتزام والمصداقيه والقادر على إحداث التغيير فى شركته كلما احتاج لذلك .