الرئيس التنفيذي

أحمد محمد مصطفى

رئيس التحرير

هاني عبدالرحيم

«مايكروسوفت» تثير غضب الشركات السحابية لتصبح هدفا لمكافحة الاحتكار

«مايكروسوفت» تثير غضب الشركات السحابية لتصبح هدفا لمكافحة الاحتكار

«مايكروسوفت» تثير غضب الشركات السحابية لتصبح هدفا لمكافحة الاحتكار
مايكروسوفت
بواسطة أحمد إبراهيم

نجت شركة مايكروسوفت من موجة الانتقاد الأخيرة ضد قوة وثروة أكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية.

على الرغم من قيمة سوق الأسهم التي ارتفعت إلى أكثر من تريليوني دولار بسبب هيمنتها على أجزاء مختلفة من سوق برمجيات الأعمال، إلا أنها تجنبت تكرار الشكاوى التي جعلتها الهدف الأبرز لإجراءات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا في نهاية التسعينيات.

وهذا بالطبع، حتى الآن.
تسببت التغييرات التي أدخلت على بعض شروط العمل الأساسية للشركة في تزايد القلق بين أوساط بعض أكبر عملائها، فضلا عن تلقي شكاوى من الشركات السحابية المنافسة. كان من بين النتائج مراجعة واسعة النطاق، وإن كانت لا تزال غير رسمية، لمكافحة الاحتكار في بروكسل.
وفقا لمنتقدي الشركة، فقد استخدمت “مايكروسوفت” أساليب مناهضة للمنافسة لجذب العملاء إلى خدمة الحوسبة السحابية “أزور” بعيدا عن المنافسين، على وجه الخصوص خدمات أمازون ويب، التي تهيمن على السوق السحابية. عبر استخدام نظام ويندوز وبرمجية أوفيس لتغذية نمو خدمة أزور، يدعي المنتقدون أنها تعيد تكرار هذا النوع من “الربط” غير القانوني الذي كان في صلب الجولة الأخيرة من الإجراءات التنظيمية ضد الشركة.

قالت “مايكروسوفت” إنها لم تكن “تعوق” السوق عبر حظر أي من المنافسين من تشغيل برمجياتها في سحاباتهم، وأن لها حرية تقديم شروط أكثر ملاءمة لعملاء برمجياتها إذا كانوا يستخدمون أيضا خدمة أزور الخاصة بها.

مع ذلك، أعترف براد سميث، رئيس الشركة، بأن “مايكروسوفت” كانت بشكل جزئي مخطئة، دون الإشارة إلى التفاصيل – تناقض ملحوظ مع الموقف العدواني الذي اتخذته الشركة عندما واجهت شكاوى تتعلق بالمنافسة منذ أكثر من عقدين من الزمن.

قال سميث في بيان: “بينما ليست جميع الادعاءات حقيقية، فإن بعضها صحيح، وسنقوم بالتأكيد بإجراء تغييرات في وقت قريب لمعالجتها”. أضاف أن “مايكروسوفت” كانت “ملتزمة بالاستماع لعملائها وتلبية احتياجات مقدمي الخدمات السحابية الأوروبيين”.

تأتي الاتهامات بأساليب الأعمال الصارمة بعد مرحلة اشتهرت فيها “مايكروسوفت” بالموقف التصالحي التي اتخذته بعد الجولة الأخيرة من معارك مكافحة الاحتكار في واشنطن وبروكسل.
قال أحد عملاء “مايكروسوفت” الكبار، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، إن شروط “مايكروسوفت” الأكثر صرامة قد أثرت على استخدامها لنسخة من “أوفيس” تعمل على سحابة أمازون، ما أثر على عشرات الآلاف من الموظفين لديهم. ستكون النتيجة “ملايين الدولارات” في العام كرسوم ترخيص إضافية، على الرغم من أن “مايكروسوفت” قد أخرت بداية ارتفاع التكاليف بعد شكوى العميل. قال هذا الشخص: “شركة مايكروسوفت لا تبحث حقا عن المصالح الأفضل لعملائها”.

هناك مؤشرات على استجابة تنظيمية. في استبيان غير رسمي تم إرساله إلى المنافسين الشهر الماضي، واطلعت عليه “فاينانشيال تايمز”، سأل الاتحاد الأوروبي عن الشروط التي يمكنهم بموجبها تشغيل برمجية “مايكروسوفت” وما إذا كان هذا يضعهم في موقف ضعيف.

يدور أساس الجدل حول تغيير في شروط ترخيص “مايكروسوفت” التي تم إجراؤها في تشرين الأول (أكتوبر) في 2019. أثر التغيير على الطريقة التي تفرض بها الشركة الرسوم على المنتجات مثل برمجية أوفيس عند تشغيلها في مراكز البيانات لخدمات “أمازون ويب” و”جوجل” و”علي بابا” – ما يدعى الخدمات السحابية “الهائلة” التي تتنافس مع خدمة أزور من “مايكروسوفت”.

كان العملاء مطالبون بدفع رسوم ترخيص إضافية، حتى لو كانوا قد دفعوا مسبقا لـ”مايكروسوفت” مقابل تشغيل البرمجية في مركز البيانات الخاص بهم بموجب ترتيب قائم. تم إدراج خدمة أزور السحابية الخاصة بشركة مايكروسوفت في قائمة المجموعات الهائلة المتأثرة بالرسوم المرتفعة، على الرغم من منح خصم خاص للعملاء يعوض عن كثير من الزيادة.

قال ويس ميلر، مدير تنفيذي سابق في الشركة ويعمل الآن كمحلل في “دايركشنز أون مايكروسوفت”، التي تقدم المشورة لعملاء “مايكروسوفت”: “لا يزال بإمكانك تشغيل جميع هذه المنتجات في سحابة شخص آخر، لكن يجب أن تكون على استعداد لدفع فرق سعر الزيادة للقيام بذلك”.

من بين الخدمات التي تأثرت بمساحات عمل خدمة أمازون ويب، خدمة أطلقت في 2014 أتاحت تقديم “مكاتب افتراضية” للموظفين، وهي تجربة بدت مثل جهاز حاسوب شخصي يعمل بنظام ويندوز لكن كانت في الواقع يتم تغذيتها بواسطة برمجية سحابة أمازون. لم تطلق “مايكروسوفت” خدمة مشابهة خاصة بها حتى فترة وجيزة من فرضها للزيادات الشاملة في الترخيص، ما يجعل من المغري للعملاء اختيار استخدام خدمة أزور.

قالت شركة مايكروسوفت إن تطبيقات الإنتاجية المنافسة مثل تلك التي تقدمها “جوجل” توفر بديلا، وأنها أتاحت أجزاء فردية من برمجية أوفيس – مثل برنامج إكسل لجداول البيانات – للعملاء الذين يرغبون بالدفع مقابل جزء من البرمجية فقط.

وفقا للنقاد، يعد فرض أسعار أعلى لاستخدام البرمجية الخاصة بها في السحابات المنافسة إحدى الطرق التي حاولت بها “مايكروسوفت” توجيه مزيد من العملاء إلى المنصة السحابية الخاصة بها. قالوا إن شروط الترخيص الأخرى، وإنهاء الدعم التقني لخدمات معينة، زاد الضغط على العملاء للتحول إلى استخدام خدمة أزور.

الأسلوب الآخر الذي تم انتقاده – وهو أيضا قيد المراجعة من قبل الاتحاد الأوروبي – يتضمن حزم، أو رزم عدد من الخدمات معا في منتج واحد، حتى لو كان كثير من العملاء يطلبون خدمة واحدة فقط.
مثلا، لا تتوافر أعلى مراحل الأمان إلا لعملاء حزمة برمجية مايكروسوفت 365 إذا دفعوا مقابل إصدار مميز معروف باسم أيه 5. وفقا لـ”دايركشنز أون مايكروسوفت”، هذه “حزمة” أخرى تتطلب منهم أيضا شراء كثير من المزايا الأخرى.

تردد بعض الاتهامات صدى الجولة الأخيرة لـ”مايكروسوفت” من معارك مكافحة الاحتكار. حيث تتضمن شكوى مفادها أن الشركة جعلت من الصعب على مستخدمي أحدث نسخة من نظام ويندوز استخدام محرك بحث غير محرك مايكروسوفت – أسلوب اتهمت به أيضا في التسعينيات لتدمير المتصفح الرائد “نتسكاب”. ردا على الاستياء الأخير، سهلت شركة مايكروسوفت قبل أسبوعين على المستخدمين تغيير متصفح الإنترنت التلقائي في نظام ويندوز.

يعمل معظم عملاء شركة مايكروسوفت بموجب عقود مدتها ثلاثة أو خمسة أعوام، المعروفة باسم اتفاقيات الشركات، ما يعني أن كثيرا منهم سيواجه عملية تجديد الترخيص منذ تغييرات 2019. وبالمثل، قدمت “مايكروسوفت” أيضا امتيازات لمرة واحدة في مفاوضات الترخيص مع بعض العملاء لتأخير أثر صيغة التسعير الجديدة.

حتى إن لم تكن أساليب “مايكروسوفت” غير قانونية بموجب القانون الحالي، فقد تتعارض مع القوانين الجديدة المصممة لمنع شركات التكنولوجيا الكبرى من تفضيل خدماتها الخاصة، كما قال فريديريك جيني، خبير فرنسي في مكافحة الاحتكار تم تكليفه من قبل مجموعة من الشركات السحابية في أوروبا العام الماضي للإبلاغ عن السلوك المناهض للمنافسة من قبل شركات البرمجيات الكبرى مثل “مايكروسوفت”.

يهدف قانون الأسواق الرقمية في أوروبا، الذي تم تبنيه الشهر الماضي، لوضع قيود جديدة على الشركات التي تعد “حراس بوابات” رقميين. لم يتم بعد تسوية كثير من تفاصيل القانون وكان في البداية يستهدف منصات الإنترنت الاستهلاكية، وليس شركات برمجيات الأعمال مثل “مايكروسوفت”.

مع ذلك، يزداد التركيز على الشركة. إذ قال مايكل سيلفر، محلل في “جارتنر”، الذي يقدم المشورة لعملاء شركة البرمجيات منذ أكثر من 25 عاما، إن العملاء “محبطون جدا مما يعدونه عدم سماح شركة مايكروسوفت لهم باستخدام أي سحابة من اختيارهم”. وأضاف أنه، بالنسبة إلى الكثيرين، تبدو الضجة حول الترخيص “مثل العودة إلى أيام شركة مايكروسوفت القديمة”.

أخبار شبيهة

التعليقات