تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم - وزيرة الثقافة؛ يحتفل المجلس الأعلى للثقافة وأمينه العام الدكتور هشام عزمي ممثلًا في لجنة التاريخ والآثار ومقررتها الدكتورة علا العجيزي بعيد تحرير سيناء بعقد ندوة "التاريخ والآثار ودورهما في استعادة سيناء" أونلاين عبر تطبيق زووم مساء غدًا الأربعاء 20 أبريل الجاري.
تديرها الدكتورة علا العجيزي أستاذة اللغة المصرية القديمة بقسم الآثار المصرية والعميد السابق لكلية الآثار جامعة القاهرة، ويحاضر فيها الدكتور خلف عبد العظيم الميري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية البنات جامعة عين شمس ووكيل وزارة الثقافة الأسبق والدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة.
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، إلى أن محاضرته تتضمن إلقاء الضوء على أهمية الاكتشافات الأثرية منذ عودة سيناء فى استعادة طابا حيث كان كتاب هيئة الآثار المصرية عن أعمال حفائر وترميم قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا الذي أصدرته عام 1986 ضمن الوثائق التاريخية والأثرية التي أكدت حق مصر في الجزء المتنازع عليه في طابا ويعرض لإنجازات الآثار بسيناء منذ عودتها ممثلًا في تعاون الآثار مع إدارة دير سانت كاترين في تسجيل دير سانت كاترين كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس ثم تسجيله ضمن قائمة التراث العالمي "يونسكو" عام 2002 ومجهودات الدولة في أعمال الترميم والترويج لأيقونات ومقتنيات الدير بعرضها في معارض خارجية بعدة دول شملت اليونان والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وإيطاليا.
وأضاف الدكتور ريحان بأنه سيعرض الملامح الفنية والمعمارية لدير سانت كاترين جوهرة ونقطة انطلاق مشروع التجلي الأعظم منذ التوجيهات السامية من الرئيس عبد الفتاح السيسي وعلى أثرها توجه وفد رفيع المستوى على رأسه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي يوم 21 يوليو 2020 وعددًا من الوزراء يمثل ربع الحكومة منهم وزراء السياحة والآثار والبيئة والطيران والتنمية المحلية والصحة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
واستقبلهم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بدير سانت كاترين، وقد حرص رئيس مجلس الوزارء على زيارة كل جزء في الدير ولم يترك شيء، وتوضأوا من بئر موسى ووصلوا في الوادي المقدس عند شجرة العليقة الملتهبة لمباركة المشروع من البقعة المقدسة، ووقفوا بمهابة أمام الشجرة وموقع التجلي ومعجزة استمرار الشجرة خضراء حتى الآن، فلا النار أحرقت الشجرة ولا مائية وخضرة الشجرة أطفات النار ودخلوا الجامع الفاطمي داخل الدير والتقطوا الصور التاريخية بين برج الكنيسة ومئذنة الجامع وأرسلوا رسالة سلام ومحبة إلى العالم مؤكدين أن مصر بلد السلام والعناق والتلاقي بين الأديان والحضارات طوال تاريخها وحتى الآن.
كما تتعرض محاضرة الدكتور ريحان إلى تفاصيل مشروع التجلى الأعظم داخل دير سانت كاترين والتى تضمنت ترميم واجهة المكتبة وتطويرها من الداخل لحمايتها من التدهور ورفع كفاءة وإعادة فهرسة المخطوطات وتنظيم قاعات المكتبة وتوفير كل وسائل الحماية للمخطوطات ومنها عمل أغلفة تقاوم الحرائق والمياه الناتجة عن السيول وعمل صناديق مصنوعة من الفولاز لها خاصية الحفاظ على المخطوطات ضد الحرائق والمياه وقد تم تنفيذ الجزء الشرقى من المكتبة وجارى العمل فى الجزء الغربى، وترميم كنيسة اسطفانوس داخل الدير ونظام حماية كامل ضد أخطار الحريق طبقًا لأحدث النظم العالمية وتطوير للموقع حول الدير وتأمينه وتيسير الدخول إلى الدير بكل الوسائل سيرًا على الأقدام وبواسطة الجمال أو السيارات الكهربائية وتمهيد مسار نبى الله موسى وتنظيم خط السير والحركة السياحية وتأمين الصعود إلى جبل موسى مع الحفاظ على حرم الدير طبقًا للقرار رقم 508 لسنة 1997، كما سيتم تحويل حديقة الدير إلى مزار سياحى خاص لما تتمتع به من أشجار نادرة وتضم ثلاثة عيون وثلاثة آبار ومنحل عسل ومعصرة زيتون، وكانت ضمن المعايير الذى سجلت منطقة سانت كاترين تراث عالمي باليونسكو عام 2002، وتتميز الحديقة بالزراعات العضوية وبعد تطويرها يمكن أن تستقبل نوعين من السياحة وهى السياحة البيئية والسياحة الزراعية لما تحتوى عليه من أشجار معمرة وأشجار السرو الشهيرة رمز الخلود ومنحل عسل ومعصرة زيتون وتجاورها كنيسة الموتى الخاصة برفات المطارنة والرهبان.
ويشرح الدكتور ريحان بالصور والمعلومة الموثقة إلى تاريخ الدير ومعالمه المعمارية والفنية وأهميته كملتقى للأديان والحضارات موضحًا أن الإسم الأصلى للدير هو دير طور سيناء حين أنشأه الإمبراطور جستنيان لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا عام 560م، وتاريخ وفاة ثيودورا هو 548م، ووفاة جستنيان 565م، وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت فى كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم وتغير اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات سانت كاترين على أحد الجبال والذى حمل اسمها وهو أعلى جبال سيناء 2642م فوق مستوى سطح البحر.
ويشير إلى منشآت الدير المختلفة منها كنيسة التجلى التى تحوى داخلها كنيسة العليقة الملتهبة وتسع كنائس جانبية صغيرة، كما يشمل الدير عشر كنائس فرعية، قلايا للرهبان، حجرة طعام، معصرة زيتون، منطقة خدمات، معرض جماجم والجامع الفاطمى، علاوة على مكتبة الدير التى تحوى 4500 مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية علاوة على المطويات بالإضافة إلى المخطوطات اليونانية، الأثيوبية، القبطية، الأرمينية والسوريانية، وهى مخطوطات دينية، تاريخية، جغرافية وفلسفية، أقدمها يعود إلى القرن الرابع الميلادى.