ألقى لي جون، مؤسس شركة شاومي ورئيسها التنفيذي، التحدي أمام “أبل” و”سامسونج”، وتعهد بجعل شركته العلامة التجارية الممتازة الأكثر مبيعا في الصين في غضون ثلاثة أعوام. قال لي في منشور على موقع التواصل الاجتماعي الصيني ويبو، “إنها حرب حياة أو موت”.
“شاومي”، ثاني أكبر شركة في العالم لبيع الهواتف الذكية، هي سيدة الابتكار، حيث تصنع كل شيء بداية من أجهزة طهي الأرز إلى الدراجات الإلكترونية. وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فستقوم الشركة بطرح سيارتها الكهربائية في 2024، قبل منافستها اللدودة “أبل”.
لكن مع استمرار الحملة الصارمة التي تشنها بكين على التكنولوجيا، يواجه لي إمكانية خضوعه لمزيد من التنظيم في وقت تعاني فيه الشركات حول العالم نقصا في الرقائق العالمية. في الوقت الذي تعمل فيه الصين على السيطرة على شركات التكنولوجيا الكبرى، انخفضت أسهم “شاومي” المدرجة في بورصة هونج كونج أكثر من 50 في المائة عن العام الماضي إلى نحو 12 دولار هونج كونج “1.50 دولار أمريكي”. قال محللون إن زخم نموها يتوقف أيضا على ما إذا كان بإمكانها صد منافسيها المحليين والدوليين.
قال إيفان لام، محلل الهواتف الذكية في “كاونتربوينت ريسيرش” في هونج كونج، “تعمل “شاومي” على ثلاثة مسارات للسباق، الهواتف الذكية، وإنترنت الأشياء، والسيارات الكهربائية، وجميعها تواجه تحديات من اللاعبين الحاليين الكبار”. أضاف، “لكن شاومي تصر على أن يكون لديها جميع هذه الأشياء. وسيكون تحديا صعبا للغاية”.
وفقا موظفين سابقين وحاليين ومحللي الصناعة، أكبر عقبة أمام “شاومي” لتحقيق أهدافها في تجاوز “أبل” و”سامسونج” هي إقناع المستهلكين بتاريخها الراقي.
“شاومي”، التي تم إطلاقها في 2010، صنعت لنفسها اسما لبناء مجتمع مخلص لـ”مي فين” mi fen، وهم عشاق “شاومي” الذين اشتروا منتجات من أجل مواصفاتها، مثل المعالجات الأكثر تقدما، بسعر أرخص. في حين أنها تحتل المرتبة الثالثة في إجمالي المبيعات في الصين، إلا أنها تمتلك فقط 5 في المائة من السوق العالمية المتميزة، حيث يتجاوز سعر الهواتف 400 دولار.
قال مسؤول تنفيذي سابق، “سيكون من الصعب هزيمة “سامسونج” و”أبل”. إنه شيء لا يمكن لـ”شاومي” القيام به، ولا تتمتع بقوة العلامة التجارية التي تتمتع بها “أبل” و”سامسونج”، وهما لا تجيدان البيع للأشخاص الذين لا يهتمون بالمواصفات”.
تطورت هواتف الشركة. وتم تصميم سلسلة هواتف شاومي 12، التي تم طرحها في آذار (مارس) بقيمة 749 دولارا أمريكيا للنسخة الأساسية، لتنافس هاتف آيفون 13 من “أبل” بقيمة 799 دولارا.
كجزء من الإطلاق، تعهدت “شاومي” بافتتاح 20 ألف متجر إضافي، علاوة على عشرة آلاف متجر لديهم بالفعل في الصين، وغيرت العلامة التجارية في سلسلة 12 الخاصة بها بحيث لم تعد معروفة بـ”مي” Mi التي كانت العلامة المميزة لأجهزتهم السابقة.
لكن المسؤولين التنفيذيين السابقين في الشركة قالوا إن الهواتف تحتاج أكثر من مجرد تغيير الاسم. محاولات “شاومي” السابقة للتحرر من صورتها المتعلقة بالميزانية انتهت بخيبة أمل.
قال المسؤول التنفيذي السابق إن “قليلا جدا” من تمكن من ابتكار “قوة للعلامة التجارية” الصينية. “حقوق ملكية العلامة التجارية هي صناعة ناضجة في الدول المتقدمة”.
للحصول على الجودة العالية لسوق الهواتف الذكية، تعهدت “شاومي” باستثمار مائة مليار رنمينبي “15.7 مليار دولار” في البحث والتطوير على مدى الأعوام الخمسة المقبلة.
هناك ركيزة أساسية أخرى للاستراتيجية تتمثل في استنساخ دليل التشغيل الخاص بشركة شاومي في الهند، حيث سمح الاستيعاب الشامل للمستخدمين للشركة في تعميق نظامها الإيكولوجي لخدمات الإنترنت، الذي يشكل جزءا متزايدا من إيراداتها.
مثل قطاع خدمات الإنترنت، الذي يشمل الإعلان لألعاب الهاتف المحمول ومقاطع الفيديو، وتكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية، 8.6 في المائة من المبيعات العام الماضي، كان معظمها مدفوعا بالنمو في الأسواق الخارجية.
قال مسؤول تنفيذي سابق آخر، “بعد أن أصبحوا رقم واحد في الهند، شعرت الشركة أن لديها ورقة لعب قوية يمكن أن تكررها في دول أخرى”. أضاف، “لم يكن الأمر متعلقا بالربح بشكل كبير، لقد كان يتعلق بجذب أكبر عدد من المستخدمين ثم بيع أكبر عدد ممكن من خدمات الإنترنت لهم”.
تظل “شاومي” محدودة بسبب عدم وجود نظام تشغيل مستقل خاص بها. بينما قامت الشركة ببناء نظامها الخاص القائم على نظام أندرويد، الذي يسمى MIUI، لا تزال هواتف الشركة تعتمد على نظام أندرويد من “جوجل” خارج الصين.
قال أحد الموظفين، “نستخدم جميع أنواع الطرق لحظر حركة الاتصالات من “جوجل” وإعادة توجيهها إلينا. لكن هذا ليس هو الحل النهائي (…) إن تثبيت تطبيقات “جوجل” يقيد حركة المرور إلى تطبيقاتنا الداخلية، ويؤدي إلى زيادة عائداتنا”.
لكن أمام لي فرصة للتوسع مع منافسته الرئيسة، “هواوي”، التي تعرضت لعقوبات أمريكية موسعة. في الصين، تمت حماية لي أيضا من قبل المنظمين الذين أظهروا لأمثال “علي بابا” التابعة لجاك ما، أنهم ليسوا بتلك الأهمية.
أوضح وونج كوك هوي، كبير مسؤولي الاستثمار في “أيه بي إس آسيت مانجمنت”، “تواجه منتجات “شاومي” منافسة شديدة، وبالتالي لا تحقق منتجاتها أرباحا احتكارية”.
قال المدير التنفيذي السابق، “إن القدرة على إيجاد قوة علامة تجارية للعلامات التجارية الصينية أمر صعب، وقلة قليلة فعل ذلك. لكن لي يتمتع بشخصية جذابة للغاية، ولديه اقتناع راسخ بما يعتقد أنه صحيح “…” لن أتفاجأ إذا تمكنوا من تحقيق ذلك”.
معركة لي بدأت للتو. عندما سألت شركة شاومي المستهلكين عما يريدونه في السيارة الجديدة، كان لدى المستهلكين تفضيل ساحق، يمكن تحمل تكاليفها.