أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الشعب المصري استطاع بكل قوة أن يتجاوز التحديات العظيمة والأزمات الصعبة التي واجهتها مصر وسط ظروف صعبة يمر بها العالم.
وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال حفل إفطار الأسرة المصرية بمناسبة شهر رمضان المبارك: "أود أن أؤكد مرة أخرى أن آثار الأزمات لا تسقط بالتقادم، بمعنى أن ما تعرضت له مصر بعد أحداث 2011 أدت إلى ما نمر به الآن من مصاعب.. وأود أن يعرف الشعب المصري أسباب الأزمة التي تعرضت لها مصر والتي تعد الأكبر في تاريخها الحديث.
" وشدد الرئيس السيسي على أن على مدار السنوات الماضية كانت التحديات عظيمة ولكن نجاحاتنا كانت أعظم، لافتا الانتباه إلى أن التصنيف الائتماني لمصر تراجع 6 مرات عامي 2011 و2012، لولا تدخل الأشقاء العرب بعشرات المليارات من الدولارات في 2013 و2014 ولولا ذلك لم يكن لمصر قائمة حتى الآن. وأشار إلى أنه غير محسوب على أحد ولا يدافع عن أي أحد، قائلا "أنا موجود من أجل إنفاذ آرائكم.. وما تم عرضه في مسلسل "الاختيار3" هو ما تم في الواقع في ذلك الوقت".
وأضاف الرئيس السيسي أن حجم الخسائر التي تعرضت لها الدولة في أقل من 24 شهرا بلغت 37 مليار دولار وهذه الخسائر لم ينته أثرها بعد، مشيرا إلى أن الجيش المصري كان يصرف مليار جنيه شهريا لمدة 84 شهرا لمواجهة الإرهاب ولإزالة الآثار التي ترتبت على هذه الأوضاع التي أعقبت أحداث 2011. وأوضح الرئيس أننا نذكر مواطنينا بالأحداث التي مضت حتى لا ننسى الماضي لأن هذه الأحداث فتحت الباب للإرهاب، كما أن الانتخابات التي جرت بعدها جاءت لنا بقوة لم تكن مستعدة لإدارة الدولة، وفي هذا الصدد أقول إنكم عندما كلفتموني بإنفاذ إرادتكم، استجبت لذلك. وأضاف إنني أقول لكل من يتوافق أو لا يتوافق معي نحن واحد ولسنا اثنين أنا والشعب.. قائلأ إنني عندما طلب مني الترشح قلت لنفسي إن الوضع في مصر كبير على أي رئيس وحكومة ولكنه ليس كبيرا على المصريين.
وواصل الرئيس السيسي توضيحه للخسائر التي تعرضت لها مصر خلال تلك الفترة.. قائلا إن التصنيف الائتماني لمصر تراجع 6 مرات خلال الفترة من 2011 إلى 2013.. كما حدثت 35 ألف حالة تعدي على الأراضي الزراعية وتعرضت البلاد للخراب والضياع.
وبالنسبة للأوضاع السياسية التي أعقبت هذه الفترة، تطرق الرئيس السيسي إلى الأحداث التي واكبت هذه الفترة وقال إن نجاح مصر في تخطي هذه الأزمة لم يكن فيه تآمر أو خيانة أو عدم إخلاص.. وإنما الإخلاص كان لله فقط. وأضاف أنه عندما حدثت وقفة مع الرئيس الراحل محمد مرسي كانت تلك الوقفة لصالح مصر، قائلا "لو كنت قد وقفت معه لكنت قد ضيعت الملايين من سكان مصر، ولكن هدفي كان حماية الوطن".
وتطرق الرئيس السيسي إلى الخسائر التي منيت بها مصر بعد هذه الفترة الصعبة، موضحا أن معدل البطالة ارتفع إلى 14% وتقلص الاحتياطي في البنك المركزي حتى كاد أن يتلاشى بينما كان المأمول أن تحقق مصر 8 تريليونات جنيه حتى عام 2015. وتساءل الرئيس هل كان يمكن أن ينجح أحد أمام تلك التحديات، وأجاب قائلا إنه لولا تدخل الأخوة العرب بعشرات المليارات من الدولارات عامي 2013 و2014، لما كانت ستقوم لمصر قائمة. وأكد الرئيس السيسي أننا نجحنا بفضل الله في تجاوز أزمة كورونا وسنتجاوز تداعيات الأزمة الأوكرانية بإذن الله.
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية بمناسبة شهر رمضان المبارك، المثقفين والكتاب والمفكرين والاعلاميين إلى تشكيل جبهة صلبة لمواجهة حملات التشكيك من جانب فصيل بعينه فيما يتحقق من إنجازات.
وقال الرئيس السيسي "إن الله نجا مصر من المسار الذي دخلت فيه دول أخرى بالمنطقة، وتمكن الشعب المصري بفضل الله من تجاوز هذه الأوضاع التي سادتها الفوضى". وأكد أن الشعب المصري نجح في تخطي الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولكن لقمة العيش ليست كل شئ فمن المهم أيضا تحقيق الأمن والاستقرار والسلامة في مصر لأنها العناصر التي تحقق النجاح الاقتصادي.
وشدد الرئيس السيسي على أن الإرهاب الغاشم كان يسعى للنيل من عزيمتنا وإرادتنا فكانت دماء المصريين وتضحياتهم هي الثمن المدفوع لتبقى مصرنا عزيزة وقادرة .. مشيرا إلى عدد شهداء الإرهاب من عام 2013 وحتى الآن والذي بلغ 3277 شهيدا وأكثر من 12 ألف مصاب بالإضافة إلى التخريب الذي حدث وهو ثمن دفعناه جميعا لنصل إلى ما وصلنا إليه من استقرار وتقدم.
وقال الرئيس السيسي "إن المصاب الذي نتحدث عنه هنا هو الذي تعرض لإصابة أعاقته عن العودة مرة ثانية .. وهذا الكلام لم يُذكر سابقا، ولكن أذكره الآن .. أتحسب وأخشى أنه بعد استقرار الموضوع في سيناء تنسى الناس، لا تنسوا .. لا تنسوا تفجير مديرية أمن القاهرة، وتفجير مديرية أمن الدقهلية، وتفجير أبراج الكهرباء، وغيرها، وهذا ثمن دفعناه وليس أنا الذي دفعته ولكننا جميعا، البلد دفعت ثمنا كبيرا لكي تصل إلى ما نحن فيه، الوضع الذي نحن فيه طريق مملوء بدماء وتضحيات أسر كثيرة".
وتابع: "أنا قلت 3 آلاف و300 شهيد على سبيل المثال أي معناه أن هذه الأسر تتألم وستتألم طوال تواجدهم في الحياة، وهؤلاء الشهداء دفعوا الثمن لكي تعيش البلد". واستطرد قائلا: "عندما ننتهي من إزالة العبوات الناسفة والمتفجرات التي كانت موجودة والتي وضعها الإرهابيون في أماكن كثيرة من رفح إلى الشيخ زويد والعريش، نستطيع وقتها الإعلان عن تطهير أو انتهاء الإرهاب في سيناء".
وأشاد الرئيس السيسي بتحمل المواطن المصري لكثير من الصعاب في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، مشيدا بما قدمته المرأة المصرية من جهد حيث كانت في طليعة المسيرة ولم تتوان لحظة في أن تكون في مقدمة صفوف العمل الوطني، خاصة أن مصر خاضت معركتين في مواجهة الإرهاب وإعادة بناء الدولة.
وأضاف أن نمو قدرات الدولة لم يجار النمو السكاني، مشددا على أنه لم يعط وعودا براقة ولكنه صارح الشعب بالتحديات الضخمة وأنه لا يجب أن نفقد الأمل أو يصيبنا الإحباط أو اليأس. ونوه بما تحقق من الانتقال مع عجز في الكهرباء إلى فائض بنسبة 20%، وأيضا الإنجازات في التعليم والرعاية الصحية وبرنامج "حياة كريمة" الذي تبلغ تكلفته 700 مليار جنيه ويغطي حوالي 4500 قرية، وانخفاض البطالة من 14 إلى 7.5 % رغم الزيادة السكانية، إلى جانب الاكتفاء الذاتي من السكر، لافتا إلى أن المحصول الجديد المحلي من القمح سيغطي الاستهلاك لمدة 9 أشهر.