نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمعبد تل الفراعين (بوتو) بمحافظة كفر الشيخ، في الكشف عن بقايا صالة أعمدة، وذلك أثناء استكمال أعمال الحفائر التي تجريها بالمعبد.
صرح بذلك د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيرا إلى أهمية هذا الكشف والذي يعد جزءا أصيلا وهاما من بقايا معبد بوتو، وإضافة علمية وأثرية هامة لفهم التخطيط المعماري لمنطقة المعابد في مدينة بوتو والتي تمتد على مساحة 11 فدانا ومحاطة بسور ضخم من الطوب اللبن تم إنشاؤه في عصر الدولة الحديثة وتم تعليته في العصر الصاوي.
ومن جانبه قال د. أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أن بقايا صالة الأعمدة المكتشفة ربما تعود للعصر الصاوي حيث تم الكشف عن عدد من الأواني الفخارية الدينية التي تعود لهذا العصر، بالإضافة إلى قطع حجرية مزينة بالنقش الغائر عليها مناظر وأفاريز تعود للعصر الصاوي.
وأضاف أن بقايا صالة الأعمدة تقع إلى النهاية الجنوبية الغربية للمعبد، وتبلغ مساحة ما تم الكشف عنه حتى الآن نحو (6.5م × 4.5م) تقريبا وتتضمن بقايا ثلاثة أعمدة، جميعها على محور واحد شمالي جنوبي، تمثل في الغالب أعمدة من طراز نبات البردي المسمى قديما (واج)، وهو رمز الوجه البحري والذي يرتبط بالمعبودة (واجيت) سيدة معبد بوتو.
فيما أفاد الأستاذ قطب فوزي رئيس الإدارة المركزية للوجه البحري أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن لوحة من الحجر الجيري تمثل معبودة برأس طائر يعلوها التاج الأبيض المحاط بالريشتين ويحتمل أنها تمثل المعبودة (نخبت) أو المعبودة (موت)، بالإضافة إلى الكشف عن مقصورة حجرية صغيرة من الحجر الجيري على مستوى مرتفع من أرضية المعبد وتم حمايتها بجدران سميكة من الطوب اللبن وتم العثور بجوارها على أواني تقديم القرابين ويحتمل أنها شيدت لتحفظ التماثيل الصغيرة المكرسة للمعبد.
وأشار الدكتور حسام غنيم مدير عام آثار كفر الشيخ ورئيس البعثة الأثرية أن البعثة مستمرة في أعمال حفائرها بالموقع، أملا في الكشف عن المزيد من أسرار هذه المنطقة والتي من المؤكد أن تحمل في طياتها الكثير من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
و أضاف أن البعثة نجحت خلال موسم حفائرها الماضي بالموقع في الكشف عن مبنى حجري ضخم وعدد من أدوات الطقوس والشعائر الدينية اليومية بالمعبد ومجموعة رائعة من المناظر المصورة على العاج وبعض المكتشفات الذهبية الهامة، بالإضافة إلى لوحات منقوشة بالهيروغليفية.